زكي نسيبة: دولة الإمارات تعمل على خلق بيئة داعمة لتعزيز الانتقال إلى اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة والابتكار
سهيل المزروعي: استراتيجيتي الطاقة والأمن المائي مؤشر على قوة ونضوج قطاعي الطاقة والمياه
أكد معالي زكي أنور نسيبة، وزير دولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، أن دولة الإمارات تلتزم بالانتقال إلى استخدامِ الطاقاتِ النظيفة، وتضع استراتيجية الطاقة 2050 هدفًا بنسبة 50٪ لاستخدام الطاقةِ النظيفة ،جنباً إلى جنب مع خفض 70٪ في الانبعاثات الكربونية، وتبذل جهوداً حثيثة لخلق بيئة داعمة من خلال الشراكات والاستثمارات الاستراتيجية.
جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية التي ألقاها في المؤتمر الدولي السادس في علوم الطاقة المتجددة واستخداماتها، الذي تنظمه كلية الهندسة في جامعة الإمارات "عن بعد" ، حيث أشار فيها إلى أن دولة الامارات أطلقت استراتيجيتها الوطنية للابتكار عام 2014 ضمن الأجندة الوطنية 2021 التي وضعت التدابير اللازمة لتعزيز الانتقال إلى اقتصاد تنافسي ومتنوع قائم على المعرفة والابتكار.
وأضاف معاليه أنه ورغم الظروف الاستثنائية جراء جائحة كوفيد 19 ،التي حالت دون الحضور الشخصي للمؤتمر ، إلا أن للاجتماع افتراضياً نتيجة إيجابية من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية ،تماشياً مع القيم والأهداف التي نسعى إلى تحقيقِها، حيث تمثل المنصة الرقمية التي نستخدمها إحدى التطورات التكنولوجية التي كان لهذا الوباء دور في تسريع تطورها ، وقال " إن هذا بحد ذاته يوضح أهمية الابتكار والتجارب العلمية في تعزيز قضية الاستدامة."
وأشار الرئيس الأعلى للجامعة إلى أن جامعة الإمارات تسعى لأن تكون مركزا للابتكار والبحوث التطبيقية ذات الصلة باحتياجات المجتمع والاقتصاد. باعتبارها "جامعة المستقبل"، حيث تولي البحث العلمي والابتكار في الصناعة أهمية خاصة وتعمل مع شركائها الاستراتيجيين لمعالجة التحديات الحقيقية التي تواجه العالم وتسهم في تطوير المعرفة وتعزز العلاقات بين الأكاديميين والممارسين ورواد الأعمال، وقال "إن تنوع الحضور في المؤتمر ، من مختلف التخصصات والمجالات العلمية التخصصية يعكس الحاجة إلى أنواع جديدة من التواصل. ويمكن للشبكات الجديدة أن تقدم إلى المجتمع فهما متكاملا للمبادرات المختلفة ،وتسمح بتبادل الآراء والقيم المتنوعة العالمية. مما سيسهم في بناء الأساس والزخم للتغيير المنهجي الضروري لتحقيق الانتقال والتحول المستدامين في الإنتاج العالمي واستخدام الطاقة. وهذا يتطلب منا بناء تفاهم بين الثقافات وخلق نسيج اجتماعي قوي، وإن مثل هذه القضايا كانت وما زالت من المحاور الأساسية في حياتي الفكرية والمهنية.
ومن جهته أكد معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد من الدول الرائدة عالمياً في تنويع مصادر الطاقة، وتطوير قطاع الطاقة النظيفة، من خلال ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة القطاع، وإيجاد حلول متنوعة إلى جانب الطاقة التقليدية بما يدعم التنمية المستدامة، والاقتصادات الوطنية، وعبور الدولة لخمسين عاماً مقبلة من الإنجازات، وصولا لمئوية الإمارات 2071، والتي تستهدف من خلالها تكريس ريادتها عالمياً.
ولفت معاليه إلى أن دولة الإمارات سباقة في استشراف مستقبل الطاقة المستدامة والمياه، حيث حققت الدولة إنجازاً نوعياً بصياغة أول استراتيجية موحدة للطاقة في الدولة متضمنة الإنتاج والاستهلاك، وأول استراتيجية للأمن المائي لدولة الإمارات ، واللتان تعدان مؤشراً على قوة ونضوج قطاعي الطاقة والمياه في الإمارات.
وتعد الطاقة النظيفة ركيزة أساسية من ركائز الاستدامة، لذلك حرصت الدولة على إطلاق أول استراتيجية موحدة للطاقة وهي الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، والتي تستهدف حصول الجميع على طاقة أمنة ومستدامة وبأسعار تنافسية، وأن الدولة تسعى من خلال هذه الاستراتيجية إلى تحسين سلوك الاستهلاك، ورفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40% بحلول العام 2050، كما تستهدف تنويع مزيج طاقة المستقبل بحيث يكون الاعتماد على الطاقة النووية بما نسبته 6%، و12% للفحم النظيف، إلى جانب 38% من الغاز، و%44 من الطاقة المتجددة بحلول عام 2050، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50%، وتحقيق وفر يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050.
كما أطلقت الدولة استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، الهادفة إلى ضمان استدامة واستمرارية الوصول إلى المياه خلال الظروف الطبيعية وظروف الطوارئ القصوى.
وتابع معالي الوزير:" تتمثل المستهدفات العليا لاستراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، في فصل تحلية المياه عن توليد الطاقة الكهربائية وذلك باستخدام تقنية التناضح العكسي ( RO ) والتي من شأنها خفض التكلفة بواقع70% وتجنب حرق كميات كبيرة من الغاز في فترة الشتاء لإستخدامه في محطات تحلية المياه الحالية ، وبذلك يتم تخفيض ثاني أكسيد الكربون.
وأضاف معاليه:" إن دولة الإمارات تقود الجهود العالمية في استدامة الطاقة النظيفة، والمياه، والمحافظة على البيئة، وقد تبنت من أجل ذلك أحدث الابتكارات الدافعة لمسيرة التنمية المستدامة، وسبل مواجهة آثار تغيّر المناخ والتخفيف من الاحتباس الحراري اللذان يمثلان هاجساً مستقبلياً للعالم أجمع لتأثيرهما المباشر على البشرية"، وأنه يجب على كل دولة صياغة استراتيجية طاقة تتناسب مع معطياتها المحلية وتخدم توجهاتها المستقبلية.
وكانت فعاليات المؤتمر قد انطلقت عبر تقنيات التواصل في الفترة 2-4 من شهر فبراير ،حيث ناقش المؤتمر في نسخته السادسة عدداً من القضايا ذات أهمية استراتيجية لدولة الإمارات ومختلف دول العالم. ويستضيف نخبة من الشخصيات البارزة، في جلسات نقاشية تشمل سبعة محاورة أساسية هي:تقنيات وتطبيقات ومواد الطاقة المتجددة، السيارات الهجينة والكهربائية، والوقود الحيوي والطاقة الحيوية ،وسياسات الطاقة المستدامة والمدن والمباني،الاقتصاد الأخضر، وأجهزة حصاد الطاقة والتخزين ،والشبكات الذكية، وسيناقش تحديات والفرص لنشر تكنولوجيا الطاقة الخضراء،والدور الرئيسي لبطاريات الليثيوم في انتقال الطاقة في المستقبل و دور الشبكة الذكية في تسهيل تكامل الموارد المتجددة.
نشكركم على اهتمامكم. لمزيد من المعلومات الرجاء التواصل على العنوان التالي: